قال محمد: ثم انتقل المذهب إلى الطبقة الثانية عشرة من أهل بلدنا، وأنا أذكرهم خاصة دون غيرهم - وإن كان فيهم من جرى من ذكرنا قبلهم، وأختم بهم هذا الكتاب:
القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله الأموي (١)
سبتي، ولي قضاء سبتة؛ أخذ عن المسيلي أبي محمد، وأبي عبد الله بن العجوز، وابن البربا - وعليه تفقه، وهو اعتماده؛ وسمع على أبي الأصبغ القرطبي، وعلى مروان بن عبد الملك؛ وكان حافظًا للمسائل، يستظهر المختصر، وشاهدته في المناظرة في المدونة يلقي الكتاب تحت كتبه، ويلقي من صدره؛ ولم يكن عنده نحو ولا معرفة باللسان، كثير الاقتداء؛ قدم للشوري هو وصاحبه الإمام أبو عبد الله بن عيسى - مع أبي الأصبغ، ومروان بن عبد الملك: أخذ عنه جماعة من أهل البلد،