للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله حرم قتلى فى الهوى سفها … وأنت يا قاتلى ظلما تحلله

فقال ابن داود للقاضى: كيف السبيل إلى استرجاع هذا؟ فقال له: هيهات! سارت به الركبان.

والقاضي أبو عمر هو الذى غسل المعتضد عند موته، وصلى عليه أبوه يوسف، وغسل المكتفى وصلى عليه هو.

* * *

[ذكر محنته ووفاته]

لما قام القواد على المقتدر القيمة الأولى، مع محمد بن داود الوزير، وقتلوا وزيره العباس بن الحسين، ووجه محمد بن داود إلى القاضى أبي عمر، وصاحبه القاضى ابن المثنى، في جميع العدول، بخلع المقتدر لصغر سنه، ففعلوا ذلك، وكتبوا كتابا شهدوا فيه، وبايعوا لعبد الله بن المعتز، فلما لم يتم ذلك، وقتل ابن المعتز في الحين، واستقل المقتدر، نكب القاضى أبو عمر فيمن نكب مع سائر آله، وقبض عليه، وسلم لمؤنس الخادم، واستصفيت جميع أمواله، وجرت عليه محنة عظيمة.

فذكر القاضي أبو على الحسن بن على التنوخي في كتابه، بسنده عن القاضي أبي عمر، قال، لما جرى من أمر عبد الله بن المعتز ما جرى، وحبست، وحبس معى ابن المثنى القاضي، ومحمد بن داود ابن الجراح الوزير، فى دار واحدة في ثلاثة بيوت متلاصقة، وكان بيتي وسطها، وما في وجهى طاقة بيضاء، وكنا آيسين من الحياة، فاذا جننا الليل، حدثت هذا تارة وهذا تارة، وحدثانى، من وراء الأبواب، ويوصى كل واحد منا إلى الآخر بمن يخلفه، ونتوقع القتل كل حين.

فلما كان ذات ليلة، وقد غلقت الأبواب، ونام الموكلون، ونحن نتحدث من بيوتنا، اذ أحسسنا صوت فتح الأقفال، فارتعنا، ورجع كل واحد منا إلى مكانه، ففتح الباب على ابن الجراح، وأخرج،