وسمت العلم، ووقاره وهديه. وفاوضته، فأفضيت منه الى علم كامل، وثقة ظاهرة، ومذاهب مستحسنة.
[عبد الله بن حسين رحمه الله]
المعروف بابن السندي. أبو محمد. مولى عبد الله بن المفلس، مولى بني فهر. ولزم هذا اللقب جده، لشبه رأسه بالبطيخة السندية. قاله ابن حارث، هو من أهل وشقة. سمع بقرطبة كثيراً، ورحل فسمع من يحيى بن عمر بالقيروان. حدث عنه يحيى بن عائذ، وأبو عبد الله بن الأبار، وكان عظيم الوجاهة في بلده. ولي قضاءه. قال ابن أبي دليم: وكان حافظاً للمذهب بصيراً بالشروط، حدّث وسُمع منه، وقرئ عليه. قال أبو الوليد الباجي فيه: فقيه مشهور. قال ابن حارث: كان معدوداً في وجوه أهل العلم. غلب عليه الكبر والزهو وشدة العصبية بالمولّدين، والتنقص بالعرب، والحفظ لمثالبها، ومناقب الموالي. قال: وكان لا يرد سلاماً على أحد، ولا يبتدئه به. وأتاه يوماً رجل - سمّاه - فقال له: إن لي أعداء أكره أن أسلم عليهم أو أرد سلامهم، فهل تعرف لي رخصة لترك ذلك؟ قال: لا. قال: فما بالك تجوز بين فلا تسلم علي، وأسلم عليك فما ترد علي؟