[وفاته]
ومات يوم الأحد، ثانى جمادى الأولى، سنة تسع وثلاثين ومائتين، قبل وفاة سحنون بنحو عام على ما قاله أبو العرب.
وذكر ابن الجزار وابن يونس، أن وفاته كانت سنة أربعين.
قال أبو العرب: ومولده سنة سبع وأربعين ومائة.
وقال الآخر: سنة خمسين.
وأوصى عون ابنه يحيى، أن يصلى عليه، فإن سحنون يزعم أني كذاب لم أسمع من ابن وهب.
فلما قدم للصلاة، تقدم سحنون ليصلى عليه، فتقدم ابنه يحيى وقال له: أوصى ألا يصلى عليه غيرى.
فضرب سحنون رأسه بالسوط، وصلى عليه ظهرا.
قال سليمان بن سالم: ابتدأنا القراءة على سحنون يوم مات عون بيسير.
فقال سحنون للقارئ: ما أفهم عنك ما تقرأ، انصرفوا. وظهر عليه الحزن.
ورأت امرأة بيسير من موته، كأن القيامة قامت، وحشر الناس، وقد جيء بثلاثة أفراس بسرجها ولجمها، مكللة بأنواع الجوهر، ويقال: هذه لسليمان المؤذن (١٠٥) المقتول غدا شهيدا.
ثم يؤتى بخمسة، وصفتها بأحسن من الأولى، فيقال: هذه لعون.
فأقول: هذا شهيد له ثلاثة، ولعون خمسة!؟
فيقال: فضل عليه بالعلم.
وأعلمت بذلك عونا، فبكى وقال: لو أن لي دنيا تصدقت بها شكرا لله تعالى لهذه الرؤيا، وما أملك إلا هذين الثوبين اللذين على.
(١٠٥) ك: لسليمان المؤذن - م: لسليمان بن المؤذن.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute