فقال أبو محرز: يستأنى حتى يتبين. وقال أسد: يسأل رسلهم عن ذلك، فقال أبو محرز: كيف يقبل قولهم عليهم. فقال أسد: بالرسل هادناهم وبهم نجعلهم ناقضين. قال الله تعالى: فلا تهنوا وتدعوا إلى السلّم وأنت الأعلون. فنحن الأعلون. فسأل الرسل، فاعترفوا أنهم في دينهم لا يحلُّ لهم ردهم. فنحن الأعلون. فسأل الرسل، فاعترفوا أنهم في دينهم لا يحلُّ لهم ردهم. فأمر زيادة الله بالغزو إليها. فقال أسد إذ ذاك لزيادة الله: من بعد القضاء، والنظر في الحلال والحرام تعزلني وتوليني الإمارة؟ فقال: لا، ولكني وليتك الإمرة، وهي أشرف، وأبقيت لك اسم القضاء. فأنت أمير، قاض، فخرج إلى صقلية وظفر بكثير منها وتوفي وهو محاصر سرقوسة منها. وكان أيضاً قد غزا سردانية، فأشرف على فتحها، وحسده بعض من كان معه، فانهزم. وبلغ ذلك الأمير. فقال له: بلغني كذا. فهمّ لي من فعل ذلك معه، فلم يفعل. ولك خرج أسد إلى سوسة ليتوجه منها إلى صقلية، خرج معه وجوه أهل العلم والناس يشيعونه، وأمر زيادة أن لا يبقى أحد من رجاله إلا شيعه. فلما نظر الناس حوله من كل جهة، وقد صهلت الخيل وضربت الطبول وخفقت البنود، قال: لا غله إلا الله وحده لا شريك له، والله يا معشر المسلمين ما ولي لي أب، ولا جدّ ولا رأي أحد الناس من سلفي، مثل هذا. ولا