والرعية، وكان من أفتاه بالتجميع بجامع قصر الزاهرة، وخالف في ذلك أصحابه، والتزم الصلاة معه فيه، بقية مدته، والجلوس فيه للإقراء. وأقصر مع ذلك من غلوائه إلا فوارض يدرسها في أصحابه، خلال الفتوى، بفضله وزيادة أدبه. وكان أبعدهم له أحمد بن ذكوان، وبخاصة لما ولي القضاء. فإنه غض منه غضاً شديداً، وجعل ينكر صرفه الى الفتوى، بعد التسجيل، وجرت بينهما خطوب، وعلا لسان ابن ذكوان أيام عبد الملك المظفر، فازدادت غضاضة ابن العطار ودب ابن العطار لمطالبة ابن ذكوان أيام المهدي، فأعجلته المنية قبل تمكنه من ذلك رحمه الله.
[فصل من نوادر ابن العطار]
سئل ابن العطار عن مسألة من السهو في الصلاة، فأفتى فيها بسجود السهو، فقال له السائل: إن أصبغ بن الفرج الطائي، لم يرَ علي سجوداً، فرد عليه ابن العطار: كلا لا تطعه واسجد واقترب.