ونشره له وصيانته إياه وتوقيره لحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال الفقيه القاضي أبو الفضل عياض رحمة الله عليه قال الواقدي: كان مالك يجلس على ضجاع ونمارق مطروحة في منزله يمنة ويسرة لمن يأتي من قريش والأنصار والناس.
وكان مجلسه مجلس وقار وعلم، وكان رجلاً مصيباً نبيلاً ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت إذا سئل عن شيء فأجاب سائله لم يقل له من أين رأيت هذا.
وكان الغرباء يسألونه عن الحديث والحديثين فيجيبهم الفينة بعد الفينة.
وربما أذن لبعضهم يقرأ عليه.
وكان له كاتب قد نسخ له كتبه يقال له حبيب يقرأ للجماعة فليس أحد ممن حضر يدنو منه ولا ينظر في كتابه ولا يستفهمه هيبة له وإجلالاً.
وكان حبيب إذا أخطأ فتح عليه مالك رحمه الله تعالى، وكان ذلك قليلاً، ولم يكن يقرأ كتبه على أحد، وكان كالسلطان له حاجب يأذن عليه فإذا اجتمع الناس ببابه أمر آذنه يخص أولاً أصحابه فإذا فرغ من يخص أذن للعامة