للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأمسك عبد الله أن ينهاه عن شيء، وغلبت عليه الصوفية، فقالوا له: اكتب إلى أمير المؤمنين تشتكى عمال الخراج.

فكتب، ودفع المأمون كتابه إلى المعتصم - وكانوا عماله - فأغاظه، فلما قدم مصر عزله وأوقفه للناس، فجعلوا يثنون عليه، ويصيحون.

فبعث إلى إخوانه، وذلك بعد موت ابن عبد الحكم في السجن، بسبب المتهمة معه، فاستشارهم فيما نزل به، فقالوا: لم تحتج، أنت تحفظ كل ما قضيت، إذا ناظرك غدا ابن أبي داود، فقل له: لم أقض لأحد ولا عليه، إلا وقد كتبت قضيته في الديوان، فانظروها، فإن كان مما اختلف فيه العلماء، فللقاضى أن يختار، وإن كان مما خرج عن أقاويل المسلمين، لزمني غره.

فلما أصبح، ووقف، قال ذلك، فقال ابن أبي داود لأصحابه: علم هذا الرجل، خلاف ما كنا نعتقد (٦٧) فيه.

فأعلموا المعتصم، فقال: يفتش الديوان - حنقا عليه -.

فأرسل عيسى إلى إخوانه في ذلك، فقالوا له: إذا سألوك أن تحضر الديوان، فقل: هو ديوان أمير المؤمنين، فإن كان أمركم بذلك، فهو بين أيديكم، وأما أنا فلا أدخل يدى فيه.

فكره المعتصم هذا، وخاف المأمون وأمر بإشخاصه، وذلك سنة أربع عشرة ومائتين.

[أبو الأزهر عبد الصمد، وأبو هارون موسى، ابنا عبد الرحمان بن القاسم]

كانا فاضلين عابدين ورعين، سمعا من أبيهما.

وغلب على عبد الصمد علم القرآن، وله في ذلك كتاب.


(٦٧) كلمة (نعتقد) ساقطة من نسختي ا، ك، ثابتة في نسخة. ط