للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بقية أخباره وفضائله وآدابه وشعره]

قال أبو إسحاق الحصري وغيره:

كان أحمد بن المعذل من الفقه والنسك والأدب والحلاوة في غاية، وكان أخوه عبد الصمد يؤذيه ويهجوه، فكتب إليه أحمد:

أما بعد، فإن أعظم المكروه ما جاء من حيث يرجى المحبوب، ولقد كنت فينا مرجوا حتى شمل (٢٣) شرك، وعم أذاك، فصرت فيك كأبي الابن العاق، أن عاش نغصه، وإن مات نقصه، واعلم، لقد خشنت صدر أخ ناصح، والسلام.

وكان يقول له: أنت كالإصبع الزائدة، أن تركت شانت، وإن قطعت ألمت (٢٤).

وذكر أبو على القالى الكلام الأول بقريب من هذا اللفظ.

فأجابه عبد الصمد *:

أطاع الفريضة والسنه … فتاه على الإنس والجنه

كأن لنا النار من دونه … وأفرده الله بالجنه

وينظر نحوى إذا زرته … بعين حماة إلى كنه

* * *

قال أبو العباس المبرد: كان أحمد بن المعذل من الأبهة، والتمسك، بالمنهاج، والتجنب للعيب والتعرض لما في أيدى الناس، وإظهار الزهد، فيه على غاية، فلما حمل إلى بغداد في جملة فقهاء البصرة، وقبل الصلة، نقم ذلك عليه، فتسبب به أخوه إلى أذاه ووجد سبيلا.

وذكر له في ذلك أشعارا تركناها.


(٢٣) أ، ك، م: حتى شمل شرك - ط: حتى تمحص شرك.
(٢٤) أ، ك، م: ألمت - ط: أدمت.