عنه فيها، الدليل على صحة ما أجاب به الشيخ، حرسه الله تعالى، كذا وكذا، ما اعترضه الشافعي فيه. ثم انفصل المالكي من اعتراضه، حتى خلص الدليل. فلما أجمل الكلام على المسألة، قام إليه الشافعي، وقبّل رأسه، وقال: أحسنت يا سيدي، وحبيبي. أنت والله شيخ المذهب، حين نصرته. وجرت في ذلك المجلس مسائل غيرها. وذكره أبو عمر المغربي في كتابه، فقال: قرأ القرآن على أبي الحسن علي الحمامي، وقرأ القرآن بالقيروان مدة، ولما ورد القيروان وجلس مدة، بان علمه. قال كبار أصحاب أبي بكر بن عبد الرحمان: نسير إليه. وقالوا إنه يعزّ على شيخنا ذلك. وتروّضوا في الحضور عنده. ثم عزموا على ذلك. قالوا إنه لا يجمل بنا التخلف عن مثله، فأسخطوا شيخهم حتى يحكى أنه دعا عليهم، وهجرهم.