قال ابن غفيف: كان جليلاً من أعلم أهل زمانه باللغة والعربية، حافظاً للفقه، والخبر النادر، والشعر. قال ابن أحمد: وله في الحديث قدم ثابتة، ورواية واسعة، وهو على ذلك من أهل النسك والعبادة. وقال ابن عبد الرؤوف في طبقاته: كان أبو بكر عالماً من علماء الأندلس، فقيهاً من فقهائهم، صدراً في أدبائهم، حافظاً للغة والعربية، بصيراً بالغريب والنادر، والشاهد والأثر. عالماً بالخبر والأثر. جيد الشعر، صحيح الألفاظ واضح المعاني، إلا أنه تركه ورفضه مؤثراً ما هو أولى منه. فهو إمام من إئمة الدين، تامّ العناية بالفقه والسنّة، مع مروءة ظاهرة، وتمام خِلقة وسمت وحسن بيان. قال ابن الفرضي: كان عالماً بالنحو، حافظاً للعربية، مقدّماً فيها على أهل عصره، لا يشق غباره. وله في ذلك تصانيف حسنة. ككتاب تصاريف الأفعال، وكتاب المقصور والممدود، وشرح رسالة أدب الكاتب، وغير ذلك. وكان حافظاً لأخبار الأندلس، وسير أمرائها وأحوال رجاله. وله تصنيف في تاريخها حسن. قال ابن الفرضي: ولم يكن بالضابط لروايته في الحديث والفقه. ولا له أصول يرجع إليها. وما سمع عليه من ذلك يحمل على المعنى. وكثيراً ما كان يقرأ عليه ما لا رواية له فيه على سبيل التصحيح. وطال عمره حتى سمع طبقة بعد طبقة من الشيوخ والكهول، ممن ولي القضاء والشورى والخطط من أبناء الملوك وغيرهم. وسمعت منه.