للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الكندي: وكان أصحاب الأصم قد أشاروا عليه بامتحان الحارث في القرآن، عند قدوم الحارث من العراق فقال لهم: السلطان لم يمتحنه هناك، أنا أمتحنه، اسكتوا عن هذا. وذلك إن ابن أبي دؤاد كان أوصاه به، لأن الحارث حضر جنازة له، فشكر ذلك له. قال الأمير أبو نصر: حمل إلى بغداد للفتنة، فحبس بها إلى أن ولي المتوكل فأطلقه. وقال الخطيب مثله. وزعم أن الذي حمله المأمون، وفيه يقول سعد بن زيد:

لو تراه وأبا زيد معاً ... وهما للدين حصن وعضد

يدرسون العلم في مسجدهم ... وإذا جنّهم الليل هجد

وإذا ما وردت مغلقة ... أسند للقوم إليهم ما ورد

نوّر االله بهم مسجده ... فهم للمسجد نور يتقد

[ذكر ولايته القضاء وسيرته في ذلك]

قال الجيزي في كتاب قضاة مصر: ولي الحارث بن مسكين قضاء مصر سنة سبع ثلاثين في جمادى الأولى منها. قال أبو عمر في كتاب قضاة مصر وفي كتاب الموالي: ولي الحارث بن مسكين قضاء مصر من قبل المتوكل، وأتاه كتاب القضاء وهو بالإسكندرية. فلما قرأه امتنع من الولاية فأجبره أصحابه على ذلك، وشرطوا عونهم له. فقدم الفسطاط وجلس للحكم، وكان مقعداً من رجليه. فكان يحمل

<<  <  ج: ص:  >  >>