قال القاضي الإمام رضي الله تعالى عنه اعلموا وفقكم الله تعالى أن لمالك رحمه الله تعالى أوضاعاً شريفة مروية عنه، أكثرها بأسانيد صحيحة في غير فن من العلم، لكنه لم يشتهر عنه منها ولا واظب على إسماعه وروايته غير الموطأ حذفه منه وتلخيصه له شيئاً بعد شيء وسائر تأليفه، إنما رواها عنه من كتب بها إليه أو سأله إياها أحد من أصحابه ولم تروها الكافة فمن أشهرها رسالته إلى ابن وهب في القدر والرد على القدرية وهو من خيار الكتب في هذا الباب الدالة على سعة علمه بهذا الشأن رحمه الله وقد حدثنا بها غير واحد من شيوخنا بأسانيدهم المتصلة إلى مالك رحمه الله تعالى، منهم الفقيه أبو محمد بن عتاب حدثنا بها هو وغيره عن حاتم بن محمد عن أبي محمد ابن دنير الطليطلي، عن أبي الفرج عبد الله بن عبد الله الوارث عن محمد بن أحمد ابن سعدون، عن محمد بن سحنون، عن عبد العزيز بن يحيى القرشي، عن ابن وهب