للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحاكي: فعجبت من خلفه لهم، وكان قد سألني أن لا أدلهم عليه، فما سارت إلا أيام [١] حتى تشرق أحدهما [٢]، واعتزل الآخر.

قال بعضهم [٣]: اجتمعت عندي دراهم، فقلت: أرفعها فأنا نائم، إذ رأيت أبا الحسن فقال [٤] لي: يا خلف! أبت الحكمة أن تنطق على لسان من يأكل حتى يشبع، ومن يحب الدراهم.

فزرته، فحدثني ساعة [٥]، ثم قال لي: يا خلف أبت الحكمة - نص ما قاله في النوم، فعجبت من ذلك وسأله رجل عن كرامات الأولياء فقال: صحاح.

فكرر عليه، فقال: صحاح، حتى إن الرجل يدخل يده في القلة فيخرج منها حوتا.

وقال آخر: كانت لي امرأة، فأقعدت، فسألتني أن أسأل لها الكانشي في الدعاء، فأتيته فلم أجده، فطلبته فلقيت أبا أحمد الطرابلسي المتعبد فسألته عنه، فأشار لي إلى أنه تحت جرف على البحر يصلي [٦]، ثم سألني فأخبرته بخبر المرأة، فقال لي: فرج الله عنها، وأتاها بالفرج [٧] من حيث لا تدري ولا تظن.

فسرت إلى الكانشي فوجدته يصلي - وذلك ضحوة، فطول الصلاة إلى الظهر، فحاذيته وقلت له [٨]: حانت صلاة الظهر.

فأوجز، فلما سلم قال لي: الأمر الذي جئت فيه قضي في ذمام الاطرابلسي.


[١] سارت الأيام: أ. صارت أيام: ط، سارت أيام: م.
[٢] احدهما: ط. أحدهم: أ م.
[٣] قال بعضهم: أ ط. قال الأنماطي: م.
[٤] فقال: أ م، قال: ط.
[٥] ساعة: أ ط - م.
[٦] على البحر يصلى: أ. يصلى على البحر: ط م.
[٧] بالفرج: ط م. الفرج: أ.
[٨] له: م - أ ط.