وقال المزني: سمعت الشافعى يقول: ذكر رجل رجلا فقال: أما والله لقد كان يملأ العين جمالا، والأذن بيانا؛
فقال له رجل: أعد رحمك الله؛
فقال: أعيده والله عليك بلا تهاتر منى، ولا افكاه لك، ولا تزكية له.
[ذكر محنته ووفاته رحمه الله تعالى]
قال الفضل بن الربيع: بعث إلى الرشيد في وقت لم يكن يبعث إلى فيه، فدخلت عليه في مجلس خاصته، وبين يديه سيف، وقد أريد وجهه، فقال لي: يا فضل اذهب إلى هذا الحجازى محمد بن إدريس: فأتنى به، فإن لم تأتنى به، أنزلت بك ما أريد به؛
فأتيته، فألفيته في مسجد بيته يصلى، فانفتل من صلاته.
فقلت له: أحب أمير المؤمنين؛
فقال: بسم الله، وحرك شفتيه؛
ثم نهضت أمامه وهو يقفونى، حتى أتيت القصر، وأنا أرجو أنه نام، فإذا هو هو جالس، فقال: ما فعل الرجل؟
قلت: بالباب؛
قال: لعلك روعته.
قلت: لا.
قال: أدخله.
فلما دخل تزحزح له عن مجلسه، وتهلل وجهه، وضحك إليه وصافحه وعانقه، وقال له، يا أبا عبد الله! لم يكن لنا عليك من الحق، ألا تأتينا* إلا برسول؟