للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: افعل إن شاء الله، فلما تقاضيته بعد أيام في ذلك فقال: يا أبا محمد نظرت في مقالتك، فوجدت إجابتي يوم أجبت، لله وحده، فرجوت أن أوفق، وإجابتي اليوم إنما تكون نقضاً على صاحبي، فأخاف أن أوفق، وإجابتي اليوم إنما تكون نقضاً على صاحبي، فأخاف أن لا أوافق في الأمر فتركته.

قال يحيى: وكان طول ما يقرأ عليه، رافعاً إصبعه مبتهلاً إلى اله تعالى في التوفيق والسلامة، قال: وتذاكرنا يوماً مع ابن القاسم هذا الأمر بكلنا، قال: لاورع أشد ما في هذا الدين. فقال ابن القاسم ما هو عندي كذا. فقلت له يا أبا عبد الله وكيف ذلك. فقال: أنا أمرنا ونهينا فمن فعل ما أمر به وترك ما نهي عنه فذاك أورع الناس، فقيل له: يا أبا عبد الله، لقد خف عليك ما ثقل على غيرك، فأي شيء وجدت من هذا الأمر أثقل؟ فقال ما وجدت شيئاً أثقل علي من مكابدة أجزاء الليل.

وحكى يحيى بن عمر عن بعضهم قال: شهدت العيد مع عبد الرحمن بن القاسم فلما انصرفنا دخل ابن القاسم المسجد فصلى، ثم سجد فطول حتى خفت أن يفوتني الغداء مع أهلي، فدنوت منه فسمعته يقول: إلهي انقلب عبادك إلى ما أعدوه لهذا اليوم وانقلب عبد الرحمان إليك يرجو

<<  <  ج: ص:  >  >>