للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال عبد الله بن الخشّاب الأندلسي، وكان ثقة: رأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم، يمشي في طريق، وأبو بكر خلفه، وعمر خلف أبي بكر، ومالك خلف عمر، وسحنون خلف مالك، قال ابن وضاح: فذكرتها لسحنون فسر بذلك. وقال غيره: رأيت سحنون في النوم بيده لواء قد بلغ السماء وقد امتلأ الفضاء فراشاً، فكنت أسأل بعض الحضور، فيقال لي: هذا لواء محمد، وهذا الفراش ملائكة. وذكر ابن الحارث: إن رجلاً من أهل طرابلس، كان على بدعة، وفي رواية كان يقرأ كتب أهل العراق، فرأى في النوم كأنه في ماء قد غرق فيه إلى الذقن، ويكاد مع ذلك أن يموت عطشاً، ولا يقدر على الشرب. وفي رواية فإذا شرب صار فيه دماً. فأتاه في تلك الحال، رجل، فسقاه حتى روى. قال فانتبهت وبقيت صورة ذلك الرجل في نفسي، فجعلت أمشي في البلدان وأتأمل في وجوه الناس، لعلي أرى تلك الصفة، حتى رأيت سحنون فعرفته بتلك الصفة، فصحبته وتركت مذهبي، وصرت إلى مذهبه. قال ابن حارث: أقام سؤود العلم في دار سحنون، نحو مائة عام وثلاثين عاماً، من ابتداء طلب سحنون وأخيه، إلى موت ابن أبنه محمد بن محمد بن سحنون. قال أبو الأحوص المتعبد: رأيته في المنام وقد تهيأ للخروج إلى المصلى مع ابنه محمد، فأتيته بثوب أبيض، فقال لي: أما علمت أنا لا نقبل الهدية. فقلت: ليس بهدية، ولكن هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أدفعه إليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>