للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن معين: كان أصبغ من أعلم خلق الله كلهم برأى مالك، يعرفها مسألة مسألة متى قالها مالك، ومن خالفه فيها.

* * *

ولأصبغ تواليف حسان، ككتاب الأصول له في عشرة أجزاء، وتفسير غريب الموطأ، وكتاب آداب الصائم، وكتاب سماعه من ابن القاسم اثنان وعشرون كتابا، وكتاب المزارعة، وكتاب آداب القضاة، وكتاب الرد على أهل الأهواء.

* * *

قال أبو بكر بن أصبغ: قال أبي: أخذ ابن القاسم بيدى يومًا وقال لي: يا أصبغ: أنا وأنت اليوم في هذا الأمر سواء، فلا تسألني عن هذه المسائل الصعبة بحضرة الناس، ولكن بينى وبينك، حتى أنظر وتنظر.

قال: وقدم طومار عليه من الأندلس أو من المغرب (٤٠)، فيه مسائل، فقال لي: أجب فيها وائتني بجوابك، وقال لعيسى بن دينار مثله، فجئنا بذلك، وقرأناها عليه، فأخذ جوابي وطبع عليه وأعطاه لصاحب المسألة، وقال: أخبرهم أن هذا جوابي. وما غير منه شيئًا.

[جمل من أخباره]

قال أصبغ: خرجت إلى مكة سنة تسع وسبعين للسماع من مالك، فدخلت المدينة، فلم ألق إلا باكيا، أو مسترجعا، أو ضاربا يدا على أخرى، أو معددة (٤١)، فقلت لبعضهم: ما شأن الناس؟

فلم يكلمنى أحد، وجعلت كلما لقيت فوجا (٤٢) أسأله، حتى قال لي رجل جالس متقنع يبكي، وقد رأى حالى: أراك غريبا.


(٤٠) أ، ط: من الأندلس والمغرب ك: من الأندلس أو المغرب - م: من الأندلس أو من المغرب.
(٤١) ك: م: أو محددة! - ط: أو محدة! - ولعل الصواب ما أثبتناه "أو معددة" من قولهم عددت المرأة، إذا ذكرت مناقب الميت والكلمة ساقطة أصلًا من نسخة: أ.
(٤٢) أ، ك، م فوجًا. ط: رجلا.