سنة ستين ومائة. ويقال إحدى وستين. وقال له رجل: يا أبا سعيد، الناس يقولون إنك دعوت الله أن لا يبلغك سنة أربعين ومائتين. فقال: ما فعلت، ولكن الناس يقولونه. وما أرى أجلي إلا فيها. قال أبو بكر المالكي: لما مات سحنون، رجتّ القيروان لموته، وحزن له الناس. قال سليمان بن سالم: لقد رأيت يوم مات سحنون، مشائخ من أهل الأندلس يبكون ويضربون خدودهم، كالنساء. يقولون يا أبا سعيد، ليتنا تزوّدنا منك نظرة، نرجع بها إلى بلدنا. قال بعضهم لأبي بكر الحضرمي: رأيت في نومي رجلاً صعد إلى سماء الدنيا، ثم من سماء إلى سماء، حتى صار تحت العرش. فقال ينبغي أن يكون هذا سحنون. فقال الرائي: هو ذاك. وقيل: إنّ الرائي رأى الحضرمي في النوم، فسأله عنها. ففسرها له بمثل ما ذكرنا. وفي أولها: رأيت باباً فُتح في السماء، ونودي بسحنون فأتي به، فصعد. وقال، آخر: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مقبوراً، والناس يجعلون على قبره التراب، وسحنون ينبشه. فقال: قل لسحنون هم يدفنون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت تحييها. قال عيسى بن مسكين: رأينا في المنام كان سحنون يبني الكعبة، فغدوت عليه فوجدته يقرأ للناس كتاب مختصر المناسك، له.