للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وشارح أقواله، وكان واسع العلم، كثير الحفظ والرواية كتبه تشهد له بذلك، فصيح القلم ذا بيان ومعرفة بما يقوله، ذا با عن مذهب مالك، قائما بالحجة عليه بصيرا بالرد على أهل الأهواء. يقول الشعر ويجيده، ويجمع إلى ذلك صلاحا تاما، وورعا وعفة، وحاز رئاسة الدين والدنيا، وإليه كانت الرحلة إلى الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر الآخذون عنه، وهو الذي لخص المذهب، وضم نشره، [١] وذب عنه، وملأت البلاد تواليفه، عارض كثير من الناس أكثرها فلم يبلغوا مداه، مع فضل السبق وصعوبة المبدأ، وعرف قدره الأكابر.

قال الشيرازي: وكان يعرف بمالك الصغير (٢٦٢) وذكره أبو الحسن القابسي، فقال إمام موثوق به [٢] في درايته وروايته. وقال أبو الحسن علي بن عبد الله القطان، ما قلدت أبا محمد بن أبي زيد حتى رأيت السبائي يقلده.

وذكره أبو بكر بن الطيب (٢٦٣) في كتابه فعظم قدره وشيخه، وكذلك هو وغيره من أهل المشرق، واستجازه ابن مجاهد البغدادي وغيره من أصحابه البغداديين.

قال أبو عبد الله الميورقى: اجتمع فيه العلم والورع والفضل والعقل، شهرته تغنى عن ذكره.

قال الداودي، وكان سريع الانقياد والرجوع [٣] إلى الحق، تفقه بفقهاء بلده. وسمع من شيوخه، وعول على أبي بكر بن اللباد وأبي الفضل الممسى، وأخذ


[١] ضم نشره: أط، وضم كسره. م.
[٢] به، ط م - أ.
[٣] والرجوع: أ ط - م.