للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن عفيف، كان طليطلي الأصل، وسكن قرطبة لطلب العلم، ثم استوطنها، وكان أولا يتجر في سوق الكتان [١] في دكان له.

سمع ببلده من وسيم، وعثمان بن يونس، ووهب بن عيسى، وابن أبي تمام [٢]. وبقرطبة من ابن أبي الوليد [٣]، وابن لبابة، واسلم وابن خالد، وابن أيمن، ومحمد بن قاسم، وقاسم بن أصبغ، وغيرهم.

وكان أكثر أخذه عن ابن لبابة، وابن خالد، وبهما تفقه.

[ذكر فضائله وعلمه]

قال الرازي وغيره: كان خيرا فاضلا، دينا ورعا، مجتهدا عابدا.

قال ابن عفيف: كان من أهل العلم، والفهم، والفضل، والدين المتين، والزهد، والتقشف، والبعد من السلطان، لا تأخذه في الله لومة لائم، وقدم للشورى على يد القاضي ابن أبي عيسى، دل عليه ولي العهد الحكم - في عدة ارتيدوا [٤] (١١٨) لها، فكملت عدتهم إذ ذاك ستة عشر مشاورا.

قال القاضي أبو الوليد بن الفرضي: كان حافظا للفقه على مذهب مالك وأصحابه، متقدما فيه، صدرا في الفتيا، وكان يناظر عليه في الفقه، وقد حدث، وسمع منه جماعة، وكان وقورا مهيبا، ولم يكن له بالحديث كبير علم (١١٩).

قال مؤرخ الطليطليين - وذكره -: كان أبو إبراهيم زاهدا، عابدا، عالما، لم يكن في عصره أكثر منه خيرا [٥]، ولا أكمل ورعا [٦]، من المشاهير في الجمع، والعلم،


[١] الكتان، ط م، الكتانين: أ.
[٢] أبي تمام: ط م، أبى هشام، أ.
[٣] وابن أبي تمام: أ - ط م.
[٤] ارتيدوا: ط. اريدوا، م، ارشدوا، أ.
[٥] أكثر خيرا، أ. أثر خيرا، ط م.
[٦] أكمل منه ورعا، أ. اكمل ورعا - بإسقاط (منه)، ط م.