للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وامتحن آخر عمره بمغارم السلطان، فانكشف، وأكب (٣٦٢) عليه العدم، وتكاملت عليه المغارم، فلجأ إلى محمد بن البغدادي، يتوسل له (٣٦٣) إلى عبيد الله في تخفيف ذلك عنه، فقال له ابن البغدادي هذا ما لا يفعله مع أحد، ولكن أسأله لك صلة تعينك على (٣٦٤) دهرك، فكم تحب أن تكون؟

فقال: عدة ما على من المغرم، آخذها ثم أخرج بها إلى الديوان فأزنها.

فسأله: كم عليه؟

فقال: ستون دينارا.

فقال: دعنى أسأله لك في ثلاثمائة دينار، تستعين بها على دهرك.

فأبى عليه إلا قدر مغرمه، فأخرجها له، ووزنها في الديوان.

وكان أبو جعفر قد توفى أبوه وتركه حملا، وترك مالا كثيرا، فوقف سحنون التركة حتى يعرف الحمل ما هو، فلما ولدته أمه، أعلموا سحنون فقال: سموه محرزا، لأنه أحرز مال أبيه.

قال أبو جعفر: فعصاه النساء. فما أحرز الله عليه ماله بعدها، وتبدد في كل وجه.

***

[محنته]

كان قد امتحن، وجرت عليه دائرة عظيمة من عبيد الله الرافضي، ضربه بالعصا بطحا.

ودارت عليه دائرة أخرى على يد إسحاق بن أبي المنهال، وذلك أنه كتب في كتاب صداق شرطا. وقد تقدم إلى الناس كافة ألا يكتب


(٣٦٢) في بعض النسخ: وانكب.
(٣٦٣) في بعض النسخ: توسل به.
(٣٦٤) في بعض النسخ: تغنيك عن.