للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

توفي بقرطبة صدر رجب سنة أربع وخمسين وأربعمائة [١]، واحتفل [٢] الناس لمشاهدته؛ وحدث بعض من كان في الصحراء من مشاهير الناس، أنهم رأوا يوم موته عمودًا من نور [٣] قد تخلل ما بين قرطبة والسماء، فلما وردوا الحضرة، سألوا هل من حادث؟ فأخبروا بموت هذا العالم العامل .

أبو المطرف عبد الرحمان بن سلمة (١)

فقيه طليطلة، وحافظها ومفتيها؛ وكان من أحفظ القوم وأعرفهم بالفتيا، ذا فضل وصلاح وانقباض عن السلطان وأشياعه [٤]؛ لم يدخل في شيء مما دخل فيه فقهاء بلده، رزق السلامة؛ أخذ عن أبي بكر بن زهر وطبقته، حدث عنه شيخنا أبو محمد بن أبي جعفر، وكان رحل إليه وتفقه به؛ روي عنه أيضًا القاضي أبو الأصبغ بن سهل غير شيء من فتاويه، سمع منه الناس، ولما دارت المحنة من النصارى على طليطلة وافتتحوها، خرج أبو المطرف فيمن خرج. فتوفي ببطليوس (٢).


[١] وأربعمائة: ا - ط ن.
[٢] واحتفل: ط ن.
[٣] عمودًا من نور: ا، عمود نور: ط ن.
[٤] وأشياعه: ا ن، وأتباعه: ط.