قال الشيرازي: وطلب في المحنة بالقرآن فخرج هارباً الى الشام. فلزم حصناً بها الى أن مات. قال أبو نصر السوسي: كنت ربما أقول قال محمد بن عبد الحكم: قال سحنون، في هذه المسألة كذا. وأنكر كذا. فيتلقى ذلك بالقبول ويعظم عندي ويترحم عليه. قال: وكان ابن المواز، لا يتلقى ذلك بالقبول. ويقول لي من هذا خرج العلم، ومن عندنا أتاكم. ومثل هذا من القول. وذكر أبو عمر الكندي أن سبب خروجه، أن المعتمد لما خرج للاجتماع بطولون، أمير مصر فخرج أبو أحمد الموفق أخوه، يريد صرف المعتمد عن طريقه ورده الى سر من رأى، ووكل به. فبلغ ذلك ابن طولون بعد خروجه فانصرف الى دمشق، وكتب الى جميع عماله بإحضار الفقهاء والقضاة والأشراف، وكتب إليهم بما جرى من قضية المعتمد، وأنه في حالة المأسور، وأنه يبكي. وقال الخطيب بمصر يذكر ذلك يوم الجمعة، وما قيل في الخليفة. وقال اللهم اكفه من حصره وظلمه، وخرج من مصر بكار بن قتيبة القاضي، ومنهال بن حبيب، وإسحق بن محمد بن معمر وابراهيم المهلبي وفهد بن موسى، ومحمد المواز، وعلي بن محمد بن عبد الكريم وآخرون. فلما اجتمع الناس بدمشق، أمر ابن طولون بالكتاب فيه خلع أبي أحمد الموفق من ولاية العهد، لمخالفته الخليفة وحصره. وأنه قد وجب جهاده على الأمة، وشهد في ذلك جميع من حضر إلا بكار بن قتيبة ومحمد بن المواز وفهد بن موسى