قال زيد: استفتاني رجل في مسألة، فأفتيته بقول مالك، ثم أدركني ندم، فقلت: تركت قول من هو خير من مالك: زيد بن ثابت!
وأصابني شيء، فغلبني النوم، فرأيت كأني في ظلمة، إذ سقطت، فبينا أنا أهوى إذ لقيتني جارية، فالتمستني بكفها فقلت: من أنت؟
قالت: بنت مالك بن أنس.
فانتبهت من رطوبة كفها.
قال سليمان بن * سالم: كنت عنده، فسأله سائل عن رجل صلى الظهر، فتذكر في الرابعة سجدة لا يدرى من أين هي، فقال له أبو البشر: يأتي بركعة، بسجدتين، ويسجد لسهوه.
قال سليمان: فرآني أتحرك، فقال: مالك؟
قلت: أصلحك الله ثم جواب غير هذا.
قال: لعلك تريد جواب ابن القاسم: يسجد الآن سجدة، على أن تكون من هذه، ثم يأتي بركعة.
قلت: نعم.
فقال: أني رأيت السائل لا ينظر لمثل هذا، فأفتيته بقول أشهب.
وتوفى بتونس، سنة اثنين وأربعين ومائتين، فيما قاله أبو العرب.
وقال الكندي: سنة أربعين.
[شجرة بن عيسى المعافري]
أبو سمرة، ويقال أبو يزيد، أصله من العرب.
سمع ابن زياد وابن أشرس، وابن أبي كريمة، وأباه عيسى، وعداده في أهل تونس.
وأبوه عيسى، ممن روى عن مالك، والليث، وابن لهيعة، وأصله أندلسي نزل بتونس، قاله الأصيلي عن الأبياني.