للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولم يصرح باسمه، وكان لا يصرح به؛ ذكر ذلك القاضي ابن سهل، وروي عنه أيضا حاتم الطرابلسي. وتوفي بطليطلة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وقد تقدم ذكر أبيه، وسيأتي ذكر ابنه.

أبو العباس أحمد بن أيوب بن أبي الربيع (١)

الألبيري الواعظ، أصله من البيرة، وطرأ في الفتنة إلى قرطبة، وهلك بها؛ كان ممن أمعن في الطلب، وتفنن في المعارف، وأخذ عن الأندلسين، ورحل إلى المشرق، فلقي رجاله؛ فمن شيوخه: ابن أبي زمنين، لازمه واختص به، وروي عنه كتبه؛ ومن شيوخه أبو الحسن القابسي، وسلمة بن سعيد الاستحي، والقاضي أبو أيوب بن برطال؛ ولم يخالف بالمشرق زيه، فلبس قلنسوته [١] بين أظهرهم، وكان فصيح اللسان، ذا قريض مطبوع؛ وكان الغالب عليه الوعظ والذكر، وله في هذا الباب تصانيف؛ روي عنه أبو المطرف الشعبي، وابن الحصار، وابنه؛ وكانت العامة حزبه، وكان مدنيا لهم [٢]، مقربا لافهامهم ما عسر عليهم، حاضا لهم على فعل الخير، حاضر العلم، كثير الشعر،


[١] قلنسوته: ط، قلنساته: ا ن.
[٢] لهم: ا ط - ن.