وسكن شرق الأندلس. نزل في كنف بني طاهر رؤسائها، وله بها مع القاضي أبي الوليد الباجي أيام سكناها منازعات. ثم رجع الى إشبيلية بلده، وأفتى وسمع منه الناس. سمع منه ابنه أبو القاسم. وحدثنا عنه أبو محمد ابن أبي جعفر الفقيه. ومن شعره يحض المعتضد عباد بن عباد على الجهاد، عند ظهور الروم شرق الأندلس بالثغر:
أعباد حل الرزء والقوم هجع ... على حالة من مثلها يتقنع
تلق كتابي من فراغك ساعة ... وأن طال فالوضع للطول موضع
إذا لم أبتَّ الداء رب دوائه ... أضعت وأهلٌ للبلاء المضيّع
وقتله المعتضد عباد بإشبيلية بلده في جمادى الأولى سنة ستين وأربعماية. بعد أن أمر من حضر من فتيانه، فلم يقدموا عليه إجلالاً له.