للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأخوه هذا: أبو بكر يحيى بن هذيل الشاعر

سمع مع أخيه من رجال [١] الأندلسيين، [ومن أسلم، وابن القوطية، وابن لبابة، وغيرهم] [٢]. وغلبت عليه صناعة الشعر، فكان شاعرا في وقته - غير مدافع، وطال عمره فسمع منه.

قال ابن مفرج، وكان عالما، دينا. نزيها، فصيحا، حافظا للفقه، راوية للحديث والخبر، ظاهر الشارة من ملبس ومركب، حسن الحديث، ذا عفة وتقى، كثير التلاوة للقرآن، وكان القاضي ابن زرب يفضله ويزكيه [٣]، ويرد إليه المتخاصمين من جيرانه كثيرا ليصلح بينهم، سمع منه ابن الفرضى وغيره، وكان الرؤساء يقدمونه ويبرونه، وعمي آخر عمره، فدعي إلى أن يقدح عينيه، فأبى من ذلك وقال: أبعد ما أوجب الله لي الجنة. أدعها واستأنف العمل؟ والله لا أفعل [٤]. ولأجعلن بقية عمرى [٥] شكرا لله! وكان يكثر تلاوة القرآن بالنهار والتهجد بالليل. وكان وضع على باب مستراحه مسمارا يمسه بيده ويضع فيه خاتمه عند دخوله حتى لا يناله شيء، إذ كان فيه منقوش: "يحيى بفضل الله يحيى". وقرأ عليه قارئ محسن [٦] سورة، فبكى وانتحب، ثم شهق وغشي عليه حتى ظن أنه مات، ثم أفاق وبقي مهيضا أياما.


[١] رجاله: أ م رجال، ط.
[٢] (ومن أسلم … وغيرهم): أ - ط م، فقال: ط - أ م في وقته: ط لوقته: أ م.
[٣] يزكيه، أ م، يرقيه: ط.
[٤] لا أفعل، أ. لا فعلت م. لا فعلن: ط.
[٥] عمري أ م، دهري، ط
[٦] محسن: م. مستحسن، ط، بحضره، أ.