للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سكن قصر سهل، وألف كتابا في الأحمية (٥٣١) وما يجب على سكان القصور (٥٣٢) أن يعملوا به فآذاه أهل الحصون لذلك.

قال أبو علي الوراق: وسمع أيضا من فرات بن محمد، وسعيد بن إسحاق، وعمر بن يوسف.

* * *

[ذكر فضائله وزهده وكراماته]

قال الوراق: كان أبو الفضل يخبز قوته ويثرده سخنا بالزيت، ويجعله في إناء، ويفطر كل ليلة على شيء منه، وكان يسرد الصيام طول عمره، ولقد أقام أربعين سنة ما طبخ قدرا ولا أوقد في بيته سراجا، وكان سبب سبب ذلك أنه رأى خادما يعالج القدر في يوم ريح، والحطب أخضر، ودموعه تسيل، فقال: دعها والله لا طلعت لي قدر على نار ما بقيت في الدنيا.

وذكر أنه لم يكن في بيته غير كتبه، وجلد صوف وركوة (٥٣٣). وكان يقول: إنما يريد البقاء في الدنيا من يتلذذ بالطعام والنساء والنوم، وأنا والله قد (٥٣٤) عدمت لذة (٥٣٥) الثلاث.

قال بعضهم: حملت لأبي الفضل هدية، عسلا وسمنا وكعكا، وقلت له: هذه هدية مني إليك.

فقال: أسأل الله تعالى أن يعظم ثوابك، اليوم لي ثلاثون سنة ما أكلت من هذه الطرائف شيئا، إنما وظيفتي من الشهر إلى الشهر بقيراط شعير، وإنما يتنعم (٥٣٦) الناس ويأكلون غدا، لم أسكن هذه الحصون لآكل بديني، فرقها على الضعفاء.


(٥٣١) في بعض النسخ: كتاب الأحمية.
(٥٣٢) في بعض النسخ: القصر.
(٥٣٣) عند طا: وركوة ومامومة.
(٥٣٤) ساقطة عند طا.
(٥٣٥) عند طا: هذه.
(٥٣٦) عند طا: ينعم.