للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلدون في بعض كتبه، فقال: كان إماماً فاضلاً، ولما نزل مصر لازم بها أبا إسحاق بن شعبان، وأبا الذكر، وبعدهما النعالي وغيرهم. وداوم على مجلس السبائي بالقيروان. فغاب عنه مرة، فسأله أبو إسحاق عن ذلك. فقال: أغتيب بمجلسك رجل مسلم. فقال له أبو إسحاق: أنا تائب من ذلك. وذكر أنه جاء يوماً لحضور بيع كتب، وفي المجلس جماعة من العلماء والصالحين رضي الله عنهم. فلما رأوه قاموا كلهم على أرجلهم، تعظيماً له. وكانت له هيبة، لم تكن لأحد في وقته، فأعظم فعلهم في نفسه. وعزم على اختبره، فألقى عليه مسألة من معاني القرآن، ففجر عنه فجراً. فقال في نفسه لو قام هؤلاء له على رؤوسهم لكان قليلاً. وتوفي رحمه الله، سنة خمس وخمسين وثلاثماية بمصر.

وكان له إخوة صالحون، أبو علي حسن رحمه الله، من أهل العلم والرواية والفضل. وعبيد الله، رحمه الله من أهل العبادة والاجتهاد والتلاوة. رافق أبا الحسن القابسي في طريق الحج من القلزم، فكانت له كل يوم ختمة، وربع. رحمه الله.

[علي بن أحمد بن اسماعيل البغدادي]

سكن مصر، وكان ينتحل مذهب مالك بن أنس، ويقول بالاعتزال. وكان داعية في ذلك. وكتب الى فقهاء القيروان رسالة معروفة، يدعوهم فيها الى الاعتزال، والقول بالقدر، والمخلوق، وغير ذلك من مذاهبهم. ويقول لهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>