وكان تخطط بالشرطة العليا، وقضاء سبتة وأصيلا والمغرب. كذا رأيت السجلات تنعقد عليه، ويقال إن أصله من البصرة، وله رحلة الى الأندلس، ويقال إنه دخل العراق وحجّ ولقي علماء البلاد، ورجع الى قرطبة فاختصّ بابن ذكوان، وهو كان المنوه به لما وجد عنده من العلم، وكان له مال واسع وذلك أن قاضي الجماعة تسلف له مالاً من مال الأحباس بإشبيلية وأخرجه في زيت باسمه فعاد عليه منه عائد كان أصل ماله فيما ذكر، وكان حسن السيرة في قضائه وأيامه مشهورة لعلو مكانه، وسعة علمه، وبعد صيته، قال لي بعض الشيوخ وكان متفنناً في علمه نظاراً صاحب حجة وجدل عالماً بالحديث، قال ابن حيان: وكانت له منزلة عالية عند سلطان الأندلس متمكن الأسباب لديه وهو آخر قضاة بني أمية بسبتة. قال أبو مروان ابن حيان: وكان من وجوه أصحاب ابن ذكوان وله في العلم والعفة والصرامة درجة سامية، وقدم صدق أدنته الى المنية، وقال: وقلده المظفر قضاء سبتة بلده وعمله، بإرشاد ابن ذكوان إليه، وذلك عند اختياره لخطة القضاء أهلها، فحمدت ولايته واتصلت الى أن قامت الفتنة، وسما قاسم بن حمود الى الخلاف على بني مروان بسبتة فكان من قاضيها هذا عنه بعض التأخر، فأغرى به العامة بقتله