للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسيرة كذا، وإن شغلت بالأخذ عني [١]، فاتك منه خير كثير؛ وإن لقيته، لم أفتك - إن شاء الله - بتبليغي عن مثلي، فانهض إليه، وستدركني - إن شاء الله.

قال: فشكرته فخرجت إلى السيوري، وخرج معي الشيخ مشيعا؛ فلما ودعته، وجئت لأركب، أخذ بركابي، وغلبني على ذلك، وقال لي: أنت تمشي في خير، فعونك عليه فيه أجر، أو نحو هذا؛ قال: فلقيت السيوري، وأخذت عنه تعليقه مدة، ثم لحقت أملي من عبد الحميد بعد ذلك.

وتوفي [٢] عبد الحميد سنة ست وثمانين وأربعمائة (١).

[أبو إسحاق بن منصور القفصي]

كان من فقهاء افريقية وفضلائها وفهمائها [٣]، من أصحاب أبي بكر بن عبد الرحمان وطبقته؛ وصحب أبا الطيب الخلدوني، وأبا إسحاق التونسي، والسيوري؛ وغيرهم؛ أثنى عليه بالعلم البارع - والد القاضي عبد الله بن داود، وذكر لنا أن شيخه أبا عبد الله الذكي كان يثني عليه كثيرا ويقول: ما اجتمع لأحد من أهل افريقية من المعرفة ما اجتمع لابي إسحاق، أو كما قال؛ أراه سكن طرابلس، وأصله من قفصة، وبها كان مدة.


[١] عمر: ا، عمن: ط ن.
[٢] توفي: ا، وتوفي: ط ن.
[٣] وفهمائها: ا - ط ن.