قال لي: أراك جاهلا: أقول لك عالم المشرق والمغرب، فتقول: من هو؟
قال: فأسكتني.
فلما نظر إلى وقد وجمت، قال لي: مات مالك بن أنس.
قال: فصحت مات مالك: ومضيت مع الناس إلى منزله، فإذا به قد مات ذلك اليوم، فحضرت جنازته؟
* * *
وذكر أبو عمر الكندى في كتاب الموالى، قال: كانت بين عبد الله بن عبد الحكم وأصبغ منازعة ومباعدة.
وقال في طبقات القضاة بمصر: أن أبا ضمرة الزهرى، كان أشار بين يدى ابن طاهر بأصبغ للقضاء. وقال: أصبغ الفقيه العالم لها.
فلم يوافقه عليه ابن عفير، وقال: ما بال أبناء الصباغين يذكرون هنا؟
فأشار ابن عبد الحكم بعيسى بن المنكدر، فولى، ولم يكن له رأى في أصبغ.
فبلغ قول ابن عفير أصبغ، فقال: من أخبره أن في آبائى صباغا؟
[محنته]
قال أبو العرب: قال يحيى بن عمر: اختفى أصبغ بن الفرج أيام الأصم وأخذه الناس بالمحنة في القرآن، فطلبه الأصم، فاختفى في داره، وكان إخوانه يأتونه فيها الواحد بعد الواحد، حتى مات.