للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[خبر محنته]

ولما قام [١] أبو العباس القاسم بن عباد في الفتنة بإشبيلية، واقتطعها ملكًا لنفسه، واحتاط لحاله، فنكب كل من خشي على نفسه من كبرائها منه [٢]، وكان الرجل حيث كان جلالة، وعلما، فخاف [٣] على نفسه، وخرج فسكن طليطلة مدة، فعندها أخذ الطليطليون عنه (١) وتفقهوا عليه (٢)، ثم تردد بالثغور الشرقية إلى أن مات؛ واقتطع بنو عباد عند مغيبه أمواله واستصفوها، وكانت واسعة؛ ومن ذريته هؤلاء بنو زهر النجباء، منهم ابنه عبد الملك بن أبي بكر، ثم مال إلى الطب، ففاق فيه، ورأس أهل وقته [٤]؛ وتلاه في ذلك ابنه الوزير الأجل أبو العلاء زهر بن عبد الملك بن زهر، ففاق أهل وقته جلالة، وعلمًا، وجاهًا، ومكانة عند الرؤساء، والخاصة، والعامة؛ مولده سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.

سليمان بن بطال أبو أيوب البطليوسي (٣)

وانتقل إلى البيرة، وبها مات، ويعرف بالمتلمس؛ كان مقدمًا في أهل العلم، والفقه، والفهم، والشعر، والأدب؛ وكان أولا كثير الشعر، مشهوره؛ ومال أخيرًا إلى الزهد، وترك قول الشعر؛ وله كتاب في مسائل الأحكام، سماه المقنع، عليه مدار المفتين والحكام.


[١] قام: ط ن، قدم: أ
[٢] عنه: ا - ط. ن.
[٣] فخرج: ا، وخرج: ط. ن.
[٤] ورأس أهل وقته: ا، ورأس فيه أهل وقته: ط ن.