أبو إسحاق النصيبيني. فقال الأحدب لبعض تلاميذه: سله، هل لله أن يكلف الخلق ما لا يطيقون؟ كان غرضه تقبيح صورتنا عن الملك. قال: فقلت إن أردتم بالتكليف، القول المجرد، فقد وجد ذلك إن شء الله تعالى، قال:" قُل كونوا حجارةً أو حديداً " الآية. ونحن لا نقدر أن نكون كذلك. وقال تعالى:" أنبِئوني بأسماءِ هؤلاء " الآيتان. فطالبهم بما لا يعلمون. وقال تعالى:" يومَ يُدعَون الى السّجود " الآية. فهذا كله أمر بما لا يقدر الخلق عليه. وإن أردتم بالتكليف، الذي نعرفه، وهو ما يصح فعله وتركه، فالكلام متناقض، وسؤالك فاسد، فلا تستحق جواباً، لأنك قلت تكليف، والتكليف اقتضاء فعل ما، فيه مشقة على المكلف. وما لا يطاق لا يفعل بمشقة، ولا بغير مشقة. فسكت السائل،