ولى المفضل قضاء مصر مرتين؛ إحداهما في سنة ثمان وستين ومائة، وصرف سنة تسع، ثم رجع عند عزل أبي الطاهر الخرمى (٣٦١)، وكان عزله سنة أربع وسبعين، وبقى المفضل قاضيًا إلى صدر سنة تسع وسبعين.
قال الجيزي: وهو أول القضاة بمصر طول الليث، وكان إذا أشكل عليه القضاء في شيء كتب به إلى مالك حتى يأتيه جوابه فيعمل به.
قال غيره: كان يفتى بقول مالك.
قال ابن شاهين: وكان إذا جاءه رجل قد انكسرت يده أو رجله جبرها، وكان يصنع الأرحية.
وذكر أبو الحسن بن ضمضم قال: بلغني أن المفضل بن فضالة بلغه هذا الدعاء، فقال: يا ذا الجلال والإكرام، بحرمة نور وجهك الكريم، أسألك صحة في بصرى، وطول عمر في حسن عمل، ورزقا واسعا، لامنة لأحد على فيه، فأعطى الثلاث.
وذكر الجيزى عنه: قال: كتبت إلى مالك في حبس ابن أبي مدرك، ونسخته له حرفًا بحرف، وأعلمته أن الذين طلبوه وأجازوه ولد البنين، واحتجوا بأن خير بن نعيم القاضي كتب لهم إجازة للآخر فالآخر منهم، وأن القضاة أجازته، ولم يقضوا فيه لنساء البنين ولا غيرهم بميراث *، واحتج غيرهم بأن المحبس لم يذكر في حبسه كونه للآخر، ولم يصرفه بعد انقراض البنين إلى شيء من وجوه الأحباس في سبيل الله؛