للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تتقعقع، وتحته بغلة هملاج (٣٥٦)، فقال ابن القاسم: ﴿وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ﴾ (٣٥٧) ثم سكت ساعة وقال: يا رب نصبر، ونصبر.

وقد تسبت هذه الحكاية وهذا الكلام للمزني، وقد مر به بنو عبد الحكم في موكبهم بمصر أيضا، والله أعلم.

***

وذكر أن رجلا من أهل العراق لقى أشهب فقال له العراقي: أنتم تحلون إتيان النساء في أدبارهن.

فقال له أشهب: أنتم تحرمونه، تعال أحلف بالله ما فعلته واحلف لي أنت بمثله، فلم يفعل العراقي.

وذكر أن أشهب بينا هو في أصحابه إذ سمع إنسانا ينذر بلص، فقام وأخذ سلاحه وخرج يتبعه، فقيل له في ذلك: إن مثلك لا يليق به هذا؛

فقال: ما كنت لأتخلق بغير ما جبلنى الله عليه.

[مولده ووفاته]

قال ابن عبد البر وأبو عمرو المقرئ: ولد أشهب سنة أربعين ومائة، وحكاه ابن حزم الصدفي عن أبي الطاهر.

وحكى الشيرازى أنه ولد سنة خمسين ومائة، وتوفى بمصر سنة أربع ومائتين في رجب، وقيل لثلاث وعشرين ليلة خلت من شعبان؛

قال الشيرازي: بعد الشافعي بشهر. وقال ابن عبد البر: بثمانية عشر


(٣٥٦) الدابة الهملاج، بكسر الهاء، هي التي تسير سير حسنا في سرعة وبخترة.
(٣٥٧) الآية ٢٠ من سورة الفرقان.