فقال: أعطنا آخر كأشهب، يكفل أيتامنا، ويرق لضعفائنا، ونبيح لك أن تحرث في مسجدنا.
قال سحنون: كان يتصدق بأضعاف كرائها.
***
قال سحنون: حضرنا أشهب يوم عرفة بجامع مصر، وكان من حالهم إقامتهم بمسجدهم إلى غروب الشمس، يعنى للذكر والدعاء كما يفعل أهل عرفة بها، وكان يصلى جالسا، يعنى النافلة، وفي جانبه صرة يعطى منها السوال، فنظرت فإذا بيد السائل دينار مما أعطاه، فذكرته له، فقال لي: وما كنا نعطى من أول النهار؟.
***
وذكر يونس قال: زعم أشهب أنه سمع سليمان السائح في بعض مساجد الصحراء يقول: يا رب، عبدك سليمان جائع لم يأكل منذ ثلاث، فلما فرغ سمعته يمضغ، فكرهت أن أدخل عليه فأحشمه، وكان للمسجد بابان، فخرج من القبلى، ودخلنا من آخر، فإذا بنوى تمر، وتمرة منتبذة، فأكلتها، فأقمت معصومًا عشرة أيام، لا آكل ولا أشرب.
***
قال سحنون: اجتاز أشهب بابن القاسم يوما، وعلى أشهب ثياب