وتوفي سنة خمس وثلاثين مخترماً أول كهولته. ولم يكمل أربعين سنة. مولده سنة خمس. فحزن الناس لفقده. وأرغبوا لجنازته. وانهاروا لقبره، مع رئيسهم ابن جهور، ورثاه جماعة منهم، أبو الوليد بن زيدون بقوله:
أعجب بحال السرو كيف تحال ... ولدولة العلياء كيف تدال
لا تفسحن للنفس في شأو المنى ... إن اغترارك بالمنى لضلال
يا قبره العطر الثرى لا يبعدن ... حلو من الفتيان فيك حلال
ما أنت إلا الجفن أصبح طيه ... نصل عليه من الشباب صقال
مَن للعلوم فقد هوى العلم الذي ... وسمت به أنواعها الأغفال
مَن للقضاء يعزّ في أثنائه ... إيضاح مظلمة لها إشكال
وُدّعتَ عن عمر عمرتَ قصيرَه ... بمكارم أعمارهن طوال