للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانت بين أهلها وبين قطاتها [١] من أهل بصرة والمغرب، فسكن غرناطة، وله بها عقب.

[سعيد بن خلف الله بن ادريس بن سليمان البصري]

المعروف بالزناجي، أبو عثمان، سبتى، من أهل الفضل والعلم والدين؛ سمع من عبد الرحيم [٢] بن أحمد بن العجوز، ومن أبي عبد الله بن الشيخ، وغيره من أهل بلده؛ وأرى له رحلة وسماعا بالاندلس، وكان منقبضا زاهدا متبتلا، صاحب سلامة وعفاف، وخمول وتقشف وعزلة؛ وكان مقامه ليله ونهاره بمسجده بزقاق الخير، ولم يكن له عيال - أكثر دهره؛ فكان يلازم المسجد المذكور، فيه يكتب ويفتى ويقرأ، ويؤخذ عنه؛ فإن احتاج إلى ضرورة الناس، خرج إلى دار [٣] قريبة له [٤]، وهناك كان يصنع له غداؤه، ويؤتى به إلى المسجد، وكان أكثر دهره صائما؛ وكان الفقيه أبو عبد الله بن عيسى - شيخنا - يقول: كنت أراه في الجامع قائما يصلي، وربما كان يغلق عينيه لئلا ما يشغله؛ وكان من جملة من يستفتى؛ وذكر أن أبا عبد الله بن عتاب قال لمن سأله بقرطبة من مسألة من السبتيين: أليس عندكم ابن خلف الله؟ - واثنى عليه، وكتب


[١] قطانها: ط، سكانها: ن، قضاتها: ا.
[٢] عبد الرحيم: ط ن. عبد الرحمان: ا.
[٣] دار: ط ن، داره: ا.
[٤] له: ط ن - ا.