وكان يحيى، ألّف كتاباً في النهي عن حضور مسجد يوم السبت. وكان مسجد ربض المتبتّلين بالقيروان.
وأن يجمع إليه جماعة من أهل الصلاح والفقه والرقة. ويقرأ فيه القرآن. وتنشد فيه أشعار الزهد. فصلى المغرب، رجل مع يحيى، فلما أكمل الصلاة قرأ:" ومَن أظلَمَ ممّن منع مساجدَ الله أن يُذكَر فيها اسمه " الآية. فبكى يحيى بن عمر ثم قال: اللهم إنه لم يقرأها لوجهك. وإنما أراد بذلك نقضي. فلا تُقِل له عثرة. فوالله ما حمل الرجل من مكانه إلا ميتاً. ويقال: إنه مات من ليلته. قال السّدي: سمع عليه خلق عظيم، من أهل القيروان في الجامع بالقيروان. وكان إذا انصرف من الجامع تبعه الناس، وبينما هو يوم يُسمِع الناس في خلق عظيم، جاءه كتاب من أبي زكريا يحيى بن زكريا الأموي. فلما فكه سكت القارئ، وقال لمن حضر: صاحب هذا الكتاب مَن جدّه على جدّي بالعتق. ذكر ذلك تواضعاً منه لله تعالى.