للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويقال أن ابن أبي الجواد: هو الذي أمر بأخذ الحملاء عليه، حتى يتبين عليه، فرجع، ففعل ذلك وأمر الحرس أن يأخذوا ثياب من دخل عليه. قال سهل فدخلت عليه، ومعي دراهم أشتري بها ثيابي من الحرس، إن يأخذوا. فعافاني الله. فقلت: البدعة فاشية، وأهلها أعزاء. فقال: أما علمت أن الله إذا أراد قطع بدعة أظهراها. قال جبلة: ولما قرب سحنون في قصته هذه من القصر، لقيه في الموالي رجل سكران، على برذون، بيده قناة فأدخلها بين رجلي برذون سحنون، ليثب بسحنون ليقتله، فتحامل برذون السكران به، وقفز. فدخل زج القناة في صدر المولى. فمات وسلم سحنون. وقيل: بل الأمير أوصى إنساناً بركوب بغل شموس، وقال له اصدم به سحنون بعد أن تحميه، فلعل الله يريحنا منه. فلما قرب سحنون من القصر، فعل الرجل ما أمر به، فطرحه البغل الشموس فمات. وكان في طريقه نزل تحت شجرة، والرسول الذي جاء به تحت أخرى، فأتى رجل إلى سحنون بقصعة ثريد، عليها دجاجة، فأكل سحنون ولم يدع الرسول. فعاتبه في ذلك، وقال له: أحسنت صحبتك، وتفعل هذا معي. فقال له سحنون: ليس في السنة أن أدعوك إلى طعام غيري، ولو كان لي لفعلت. قال القاضي أبو الفضل عياض رضي الله تعالى عنه: ما قال سحنون صواب. ولكن لا أدري لم يستأذن. ربّ الطعام في أكله معه، كما فعل عليه الصلاة والسلام. ولعله فعل ذلك، ولم يأذن له. والله أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>