للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقرئت له قصة طويلة، وشهادات قوية، ثم مر به شاهد يشهد أنه نظر إليه يوم سرق فوجده قد أنبت (٢٧٨)، فقال: انظروا مع هذا الشاهد غيره، فلم يوجد، فقال: أرى شاهدا واحدا على الإنبات، ولم ينظر فيه حتى شك، لا قطع عليه.

فقال له الرسول: فكم ترى يضرب؟

قال: خمسة وسبعين سوطا، ولو احتمل لزدت.

- * -

وقدم أبو عبد الرحمن السروجى، فأتى مالكا فجلس بين يديه، وعلى مالك رداء عدنى اشتراه بخمسمائة درهم، فسأله عن رجل مات ولم يحج حجة الإسلام، ولا أوصى بها، أيحج من ماله؟

قال مالك: لا.

قال له أبو عبد الرحمن: ما هكذا يقول علماؤنا.

قال: وما يقول * علماؤكم؟

فقال: حدثنا هشيم (٢٧٩)، وذكر الحديث: "أن النبي سمع رجلا يلبى عن شبرمة، فقال له النبي : عن نفسك، ثم عن شبرمة".

فقال مالك: علماؤنا علماؤنا! من علماؤكم؟ تحدثني عن البغالين (٢٨٠) قال الله تعالى: "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى" (٢٨١)، ثم قال: أقيموه. فأقامونى، فبودي لو سكت حتى أسمع منه.

- * -

قال الحارث بن مسكين: كان ابن هرمز قد أوصى مالكا وعبد العزيز فقال: إذا دخلتما على السلطان فكونا من آخر من يتكلم عنده.


(٢٧٨) أنبت الغلام إنباتا: بلغ مبلغ الرجال وفى نسخة أ: انبث - وفى نسختي ك، ط: انبت، ولعل الصواب ما أثبتناه كما يستفاد من السياق.
(٢٧٩) أ: هشيم - ك: هشام - ط: هاشم.
(٢٨٠) أ: البغالين - ك، ط: البقالين.
(٢٨١) الآية ٣٨ من سورة النجم.