وتوفى فيما قال ابن حارث: يوم الأحد، لثمان بقين من ذى القعدة، سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، وقيل لسبع بقين من رجب منها.
مولده سنة إحدى وخمسين ومائتين.
وكان له ابنان:
أبو العباس تمام، سكن أفريقية، نذكره.
وأبو جعفر تميم، سكن الأندلس، وروى بها كتب أبيه وغيرها، وكان يضعف، تكلم فيه أخوه.
***
[أبو جعفر أحمد (ويقال حمود) بن إبراهيم (ويقال ابن سعدون) المتعبد]
سكن سوسة، ويعرف بالأربسي، ويقال له أيضًا ابن السرداني، وإنما قيل لأبيه السردانى لأنه غزا سردانية.
قال أبو بكر المالكي: وكان رجلًا صالحًا فاضلًا فقيهًا ثقة، ذا سمت حسن ووقار وورع، سمع منه الناس، وكتب جميع كتب يحيى بن عمر، لأن يحيى لما هرب من ابن الأغلب أودعه كتبه، وسمع أيضًا من أحمد بن أبي سليمان وغيره.
قال أبو الأزهر: ما رأيت في المتعبدين مثله، وكان قد اعتل، فلم يبق في بدنه عضو إلا معتلًا، سوى لسانه وعقله وبصره، فكان إخوانه يزورونه، وهو ملقى على ظهره، ما يستطيع الجلوس. ولقد كان يأتيه جماعة من إخوانه بينهم اختلاف، رجاء أن يصلح بينهم، فيذكر كل واحد منهم قصته، فأجعل من بالي حفظ قصصهم وما يحتج به كل واحد منهم، لأقف على صحة جوابه وفهمه، فربما جازت على أشياء من أقاويلهم، لا أذكرها إلا بجوابه لهم، وكان مع ذلك قد أدرك الثمانين، وكان من الزهاد المتعبدين المستجابين، دخل سوسة بألف مثقال، فأنفقها، وكانت له مرؤة، وهو كان القائم بأمر أبي جعفر القمودي العابد صاحبه.