للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ابن البنا عبد الله بن محمد بن المفرج]

هو أبو على عبد الله بن محمد بن المفرج، ويقال "الفرج" مولى الأغلب، يعرف بابن البنا.

قال أبو بكر المالكي: كان من أهل الفهم والدراية، والفقه والرواية، بارعًا في علم القضاء، لم يكن فى عصره أعلم منه بذلك، متفننًا في علوم شتي، عدلًا في أحكامه، كتب لابن طالب، وبه انتفع، ثم كتب لعيسى ابن * مسكين، وكان على غاية من الورع والدين والأمانة.

قال الأبياني: قال لى ابن البنا لما ولى القضاء: ألا تحضر مجلسى، إنى ظننت أن الفقيه يقوم بنفسه (٢٨٦)، دون معونة مجالس القضاة أو نحو هذا.

فجلست عنده فقال: حلف هذا الرجل لخصمه - أراه بالمصحف -فحلفه (٢٨٧) به.

فقال لى: إنما يحلف بما فى المصحف من آيات الله وتنزيله.

وكنت عنده إذ سئل (٢٨٨): هل على من حلف بالمصحف كفارة؟

فقال: لا، حتى يحلف بما فى المصحف من التنزيل.

وقال ابن حارث: كان نبيلًا فاضلًا ذا جاه وسؤدد، وولاه إبراهيم قضاء قسطلية، فعرض له فيها مثل الذى عرض لموسى القطان مع أهل طرابلس، بغوا عليه حتى عثر به وعزله.

وكان البريد لما قدم إلى عامل قسطلية (٢٨٩)، بعزله وتخشيبه (٢٩٠)، ورفعه إلى حبس رقادة (٢٩١)، فألفى العامل غائبًا وكاتبه فى مكانه جالسًا، فسأله فيما جاء به.


(٢٨٦) قرأ طالبي: يقيم ببيته.
(٢٨٧) قرأ طالبي: فحلفته.
(٢٨٨) طا: وسئل.
(٢٨٩) طا: وقصطيلية.
(٢٩٠) أ: وتخشيبه ط: وتخشينه - م: وحبسه.
(٢٩١) رقادة، ساقطة من نسخة م.