للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذ ذاك، فأبى أن ينظر فى أمره، فصار (٢٧٨) إلى ابن أبي المنهال فأرسل إليه جماعة من أعوانه (٢٧٩)، فوقفوا عليه، ثم أمر به إلى السجن، من غير أن يدخله عليه، وأوصل من كان معه إلى نفسه، واستنطقهم رجلًا رجلًا، ثم كتب بخبرهم إلى عبيد الله، فأعرض عبيد الله عن خبرهم، فبقى فى السجن حتى عنى به أبو سعيد الضيف، فأمر باطلاقه، فلزم بيته حتى مات، ففى داخل بيته كان يجتمع إليه من يقصده.

وحكى أنه كان علة الاختلاف (٢٨٠)، فدعا الله حين قيد وسجن، أن يرفعه عنه، فارتفع، فلما خرج من السجن عاد إليه.

وتوفى في ربيع الآخر سنة "سبع عشرة وثلاثمائة، مولده سنة" (٢٨١) ست أو خمس وثلاثين ومائتين، وصلى عليه أبو (٢٨٢) ميسرة الفقيه سرا في داره، فى جماعة من أصحابه، خوفًا ممن يصلى عليه من قضاة الوقت، فلما خرج به، وكفاه الله ذلك، أعاد الصلاة عليه مرة ثانية.

وفى المالكيين من القرويين من يشتبه (٢٨٣) به، وهو أحمد بن نصر الداودي، متأخر، يأتي ذكره.

ومن (٢٨٤) أقران أحمد بن نصر "الأول، أحمد بن نصر ثالث، أبو جعفر، من أهل باجة افريقية أيضًا، كان من المتكلمين على مذهب أهل السنة" (٢٨٥) نظارًا، توفى سنة سبع وثلاثمائة.

***


(٢٧٨) طا: فسار.
(٢٧٩) م: من أعوانه - أط: من العدول.
(٢٨٠) ط: الاختلاق- م: الاختلاج. ا: الاختلاف.
(٢٨١) ما بين قوسين ساقط من نسخة م ونسخ أخرى.
(٢٨٢) فى بعض النسخ: ابن. وأبو ميسرة هو أحمد ابن نزار. له ترجمة في معالم الايمان ٣: ٥٠ - ٥٤.
(٢٨٣) قرأها طالبي: يشبه.
(٢٨٤) اضطربت هذه الفقرة اضطرابًا شديدًا في النسخ التي اعتمد عليها الطالبي، انظر: تراجم أغلبية: ٣٧٠.
(٢٨٥) ما بين قوسين ساقط من نسخة م.