فأطال الجلوس معه، ليخلو به. فلما خرج أبو رجاء، سألته عنه فقال: لم أرَ والله أعلم منه، ولا أحدّ ذهناً، على حداثته. ووجه به الى الخليفة. قال عيسى بن مسكين: وما ألف في هذا الفن مثله. قال سليمان بن سالم: واختلف إذ ذاك وهارون بن سعيد الايلي، في مسألة، فتحاكما الى محمد بن سحنون. قال سليمان بن سالم: قدم رجلان من بني كنانة، ليسمعا العلم. ويقصدا ابن أبي المنهال وابن قادم، فيأتيا على ذلك. فرأى أحدهما في المنام أن سائلاً سأله، فأخبره عن قصدهما، ولمن قصدا. فقال لمن قصدكما، من تطلبان؟ قال الرائي فأخذني على طريق منحرفة، حتى أوقفني على مسجد فيه شيخ، والناس حوله. فقال لي: هنا اطلب من العلم من هذا، ولا تعدل. فلما أصبح الرائي قال لصاحبه: سر بنا الى حيث سير بي البارحة. وأخبره بالرؤيا. فمضى معي. وسرت الى الموضع الذي رأيته في المنام. حتى مسجد ابن سحنون، فعرفه بالرؤيا التي رأى، وعرفه، وسلم عليه، ولزمه. حكى بعض سكان القصر: أنه خرج ليلة في القصر بعد العشاء الآخرة. فإذا بقارئ يقرأ في بعض البيوت، وقاسمَهما إني لكما لمنَ النّاصحين. فدلاهُما بغُرور. ويردد الآية.