للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أبو الحسن علي بن تمام]

المعروف بابن بنت المهدي، وغلب عليه [١] عند الناس المهدي، أحد فقهاء هذه الطبقة في وقته بالقيروان، وله صيت واتباع كثيرة [٢]، وصلابة في القيام في تغيير المنكرات، والتكلم بالحق، ومكانة عند السلطان، وسعي عنده في حوائج الناس، وأمور العامة؛ وهو كان أحمد القائمين على القاضي أبي بكر بن أبي زيد، والمحتسبين في عزلته - لما ذكرنا [٣] في خبره؛ وكان قد خالفه في أمر العيد، إذ كان القاضي المذكور قد أمر بأن العيد من غدهم. لما ثبت عنده، وعند السلطان، والقاضي، وسائر الفقهاء؛ وخرجوا لصلاتهم. ورجعوا وذبحوا - وكان يوم جمعة - إلا المهدي، فخالفهم في هذا كله، وجلس في داره؛ فلما صلى بهم [٤] الخطيب صلاة الجمعة، وكبر تكبير التشريق؛ قال [٥] له المهدي من موضعه: كذبت أيها الفاسق، وأصبح المهدي في اليوم الثاني في باب داره، وصلى العيد مع خلق اتبعوه؛ وكان من جملة من صلى معه خطيب الناس بالأمس، وقال له: إنما صليت بالأمس تقية؛ فبلغ ذلك القاضي، فأحضره فقال [٦]: إنما فعلت هذا عند المهدى - خوفا منه، فكان هذا سبب نكبة هذا الخطيب وعزله.


[١] عليه: ا على اسمه: ط ن.
[٢] كثيرة: ا، كثير: ط ن.
[٣] ذكرنا: ا، ذكرناه: ط ن.
[٤] بهم: ط ن - ا.
[٥] قال: ا ط، وقال: ن.
[٦] ما حضره فقال: ط ن، وقال: ا.