قال الفقيه أبو عبد الله بن حارث: هو أبو عبد الله محمد بن سعيد بن بشير بن شراحيل، ويقال إسرافيل، المعافري، أصله من جند باجة، وعداده في عرب مصر، كتب في حداثته للقاضي المصعب بن عمران، ثم رحل إلى المشرق فلقي، مالكا وجالسه وسمع منه، واقتبس أيضا بمصر، ثم انصرف إلى الأندلس، فلزم ضيعته بباجة، إلى ان استدعى للقضاء بقرطبة.
قال غيره: وروى عن مالك الموطأ.
قال أحمد بن خالد: طلب ابن بشير العلم بقرطبة عند مشيختها، فأخذ منه بحظ وافر، ثم كتب لوالي باجة ليعتصم به من مظلمة نالته، ثم انقبض عنه وخرج حاجًا، فقضى الفريضة واتسع في المعرفة؛
وقال ابن القوطية: كتب أولا لوالي بلده، ثم رغب عن ذلك ومال إلى العلم.
وقال: إن المصعب القاضي إنما استكتبه بعد صدوره من المشرق؛
وحكى عن مالك، أنه كان يقول: انظروا في هذه الكتب ولا تخلطوها بغيرها، يعني الموطأ؛
وكان يحيى بن يحيى كثيرًا ما يحكي عنه عن مالك، من ذلك أنه سأل مالكا عن لبن الأتن، فلم ير به بأسا؛