قال أبو عبد الله الأحدابى: كان رجلا صالحا فاضلا، من أهل الدين والورع، وكان ولى قضاء بلده قابس، وكان ابن طالب يخاطبه بها.
حدث عنه أبو العرب، وكان كثير الدرس لكتب المالكية.
قال ابن قمود: أردت النهوض إلى نفزاوة، وخفت من العدو في الطريق، فأردت أن أخرج في جماعة، وأردت مشورة القاضي ابن طالب في ذلك.
فكتب إلى: أما خروجك إلى نفزاوة فنعم، وأما تحريك الجماعة، فما ذلك لك، فلولا سلطانك ما خرجوا معك، وهذه أخلاق من لا يحاسب نفسه، فإن خرجوا معك، أوجبوا في عنقك ذماما، ولكن من احتسب مثل فلان وفلان، فهؤلاء أعوان مشاركون لك في سلطانك، واكتب إلى الوالى، يلقك مع صاحب البريد في جماعة، وتكتب إلى الأمير يلقاك في خاصته، ولا تكلف العامة ذلك، ودع عنك سنة أهل التباهي، فسوف يعلمون، عليك بتقوى الله في كل أمرك، وكن كالمصلح، ولا تعجل، فلأن يقال لك: لم لم تفعل؟ أخف عليك من أن يقال لك: لم فعلت؟ واشغل نفسك بالدعاء في الصلوات والخلوات، واتق الله، وواظب على كتبك، ووكل بها من يقوم بها، ولا تعجل في الأحكام حتى تشاورني.
[علي بن سالم البكري]
من بكر بن وائل، هو جد الشيخ الزاهد أبي إسحاق الجساني
وكان من أهل العلم من أصحاب سحنون، وهو ابنه من الرضاعة، أرضعته أم محمد بن سحنون مع محمد، ثم ولاه سحنون قضاء سفاقس وسائر الساحل، وهو بنى جامع سفاقس، وسورها، والمحرس الذي يعرف بمحرس على.
وكان عادلا في أحكامه، ذا دنيا عريضة، ومنازل كثيرة، منها جنيانه وغيرها.