للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكر [١] وفاته:

توفي يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من ذي الحجة، سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة [٢]، (ومولده سنة أربع وعشرين، ويقال سنة اثنين قبلها) [٣]، وكان جمعه مشهودًا؛ وجهزه المظفر بن أبي عامر على عادته للنبهاء، أرسل لابنه أكفانًا له وحنوطًا من عنده، ورعاية من مكانه من أبيه المنصور؛ فتقبل ابنه كرامته، وجهز شيخه فيما كان أعده لنفسه، وكان أراد أن يدفن ليلا ولا يعلم بجنازته، فرده عن ذلك صهره ابن أبي صفرة، وأوصى أن يكفن في خمسة أثواب.

وكان آخر ما سمع منه لما احتضر قوله: اللهم إنك قد [٤] وعدت بالجزاء عند كل مصيبة، ولا مصيبة علي أعظم من نفسي، فأحسن [٥] جزائي عنها يا أرحم الراحمين، ثم خفت؛ وكان قد أعد قبره لنفسه، يقف عليه ويتعظ به؛ وكان كثيرًا ما يتخوف [٦] من سنة أربعمائة وما يجري فيها من الفتن، فذكر يوما شأنها في مجلسه، ودعا الله أن يتوفاه قبلها وابنه محمدًا، وسأل من


[١] ذكر: ط ن - ا.
[٢] وثلاثمائة: ا ط - ن.
[٣] (ومولده … قبلها): ط ن - أ.
[٤] قد: ا ن - ط.
[٥] فاحسن: ا ن، فاعظم: ط.
[٦] ما يتخوف: ا ط، ويخوف: ن.