أبو عبد الله ابن داود. وذكر لنا أن شيخه أبا عبد الله الذكي كان يثني عليه كثيراً، ويقول: ما اجتمع لأحد من أهل إفريقية، ما اجتمع لأبي إسحاق. أو كما قال. أراه سكن طرابلس، وأصله من قفصة، وبها كان مدة.
[أبو بكر محمد ابن أبي القاسم اللبيدي]
كان من أهل العلم والأدب والفهم الحسن، وجلس بأمر السلطان مجلس أبيه، بعد موته، سنة أربعين، قبل الفتنة، بعد أن استدعاه إليه في جماعة من أهل العلم. فنوّه به وشرّفه، وخلع عليه خلعة تليق بأهل العلم. وكان معظماً في الناس لنفسه وأبويه ومكانته عند السلطان. وكان حسن المعاشرة طلق الوجه، مبادراً لقضاء حوائج الناس، مكارماً لهم، يجيد قرض الشعر، جميل الصورة، واسع الحال. كانت له مشية حسنة، وملبس نظيف، وتوقر مفرط. وكان النساء يتصدين لرؤيته، وحسن إشارته. وتمادت الرئاسة بالعلم والقضاء في بيته، الى وقتنا هذا.