وأثبتهم في مناظرة، وأعلمهم باختلاف الناس، وأما بقى بن مخلد فكان حرا يحسن تأدية ما روى، ولم يكن يتقلد مذهبا، ينتقل مع الأخبار حيث انتقلت.
قال ابن حارث*: ومكانه من العلم لا يجهل، كان قليل الرواية، متقن الحفظ، جيد العقل حصينه، ولى قضاء طليطلة.
قال ابن أبي دليم: وكان من عقلاء الناس.
كتب ابن مزين إلى ابن غانم صاحب المدينة:
جاء الشتاء ووقت هم الأفريه … هم لعمرك من عظيم هموميه
فانظر هداك الله في ايثارنا … للبرد فروا من وثير الأفرية
وله تواليف حسان، ككتابه في تفسير الموطأ، وكتاب تسمية رجال الموطأ وهو كتاب المستقصية، وكتاب فضائل العلم، وكتاب فضائل القرآن.
قال أبو عبد الملك: ولم يكن له على ذلك علم بالحديث، ولقاسم بن محمد عليه رد في كتاب المستقصية، ويخطئه لما أثبته فيها.
وذكر أن القارئ يوما صحف عليه حرفا تصحيفا منكرا، فلم يبق في المجلس إلا من ضحك، إلا الشيخ فلم يضحك وقال لمن حضر: "كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم" (٢٩٨).
وتوفى في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين ومائتين.
وقال ابن أبي دليم وابن حارث: سنة ستين.
[عبد الله بن محمد بن خالد بن مرتنيل]
أبو محمد، قرطبي نبيه، تقدم ذكر أبيه.
كان عبد الله هذا من أهل العلم، سمع من أبيه، وعيسى بن دينار، ويحيى بن يحيى.
(٢٩٨) الآية ٩٤ من سورة النساء.